بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الفضيل ،، أختي الفاضلة ،،
هل تعلموا أن ما نسمعه بآذاننا لا يخرج عن كونه إما ................أو..............أو................ أو...................
إذا أردتم أن تعرفوا ذلك فواصلوا القراءة مشكورين ..
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .
ورد عن الإمام الذهبي المحدث الحافظ الهمام أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان رحمه الله تعالى أنه قال عن السماع في كتابه ( الطب النبوي ):
السماع : هو طيب الأنفس وراحة القلوب وغذاء الأرواح وهو من أجلّ الطب الروحاني وسبب السرور حتى لبعض الحيوانات .
والسرور المعتدل يذكي الحرارة ويقوي أفعال القوى ويبطئ الهرم ويدفع أمراضا ويحسن ويخصب البدن كما أنه من كثر همّه كثر سقمه . ورواه أبو نعيم في الطب النبوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وتزداد فوائد السماع بفهم معاني المسموع قاله تعالى ( فبشّر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ) وعن أبي هريرة مرفوعا ( ما أذن الله لشئ كإذنه لنبي يتغنى بالقرآن يجهر به ) أذن أي استمع ، ويتغنى أي يتلو بلحن طيب .
وقال عليه السلام : زينوا القرآن بأصواتكم
وجاء في قوله تعالى ( يزيد في الخلق ما يشاء ) هو الصوت الحسن .
وسئل ذو النون عن السماع فقال : وارد حق يزعج القلوب إلى الحق
وسئل عن الصوت الطيب فقال مخاطبات وإشارات أودعها الله تعالى كل طيب
ويروى عن عمر بن الخطاب أنه ترنم يوما في منزله فقيل له في ذلك فقال : إنا إذا خلونا ترنمنا كعادة الناس .
وقال الغناء زاد المسافر
وكان عبد الله بن جعفر مولعا بالسماع
قيل للزهري : تكره السماع ؟ فقال نعم إذا كان غير طيب ، وإنما لمنكر اللعب واللهو في السماع .
ولما حدا ابن رواحة في بعض طريق المدينة قال له النبي صلى الله عليه وسلم رفقا بالقوارير أي رفقا بالنساء لئلا يفتتن بصوتك .
وكان داوود عليه السلام حسن الصوت بالنياحة على خطيئته .
وكان لما يتلو الزبور يجتمع عليه الجن والإنس والطير والوحش وقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي موسى لقد أوتي هذا مزمارا من مزامير آل داوود .
وقال أفلاطون لذات الدنيا أربعة الطعام والشراب والجماع والسماع .
وأنت ترى أهل كل صناعة متعبة كالقصار والعتال يستخرجون لأنفسهم ألحانا يخففون بها عن أنفسهم .
وترى الطفل إذا بكى سكت بالحداء والإبل تطوي الفلا بالحداء .
وحكي أن أعرابيا كان له عبد طيب الصوت فحدا له إبلاً وهي مثقلة فقطعت مسيرة ثلاثة أيام في يوم واحد فلما وصلت تبطحت وماتت فهذه الإبل أثر فيها الصوت الطيب دون فهم المعاني فما ظنك في الصوت الشجي بمعانٍ رائقة يسمعه أهل الذوق والمعرفة وترى الهزار والشحرور يلقي بنفسه في الأماكن التي فيها سماع مطرب .
وقد اختلف فيه فأباحه قوم وحرمه آخرون
وقال ابن أبي قتيبة يرق الذهن ويلين العريكة ويهيج النفس ويحل الدم ويلائم أصحاب العلل الغليظة وينفع ويزيد في فضائل النفس ويوصف لبعض الأمراض السوداوية.
قال المؤلف الشيخ الإمام العالم المحدث الحافظ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي في مسألته في السماع منه محرم ومنه واجب ومنه مباح ومنه مكروه .
و(المحرم) سماع غناء الصبية المليحة الأجنبية التي يخاف منها الفتنة وقد يباح صوتها في العرس ولا يخلو من كراهة وكذلك صوت الأمرد المليح وهو أشد تحريما فإذا أضيف إلى ذلك دفوف وشبابات تأكد التحريم
وعمال السماع الذين كالفقهاء فهذا أدين الله بتحريه ولا يكاد يوجد ذلك إلا من الفسقة ومن له عادة من تبذير الدراهم وذلك محرم ومن الأسافل وهو الغفلة محرم لأن غالب من يغني فسقة أراذل ومن أن المجلس يحضره مردان ولاطة وعشاق و فساق وترقص الملاح وتتحرك الشهوة فينبغي لك أن تجتنب حضور ذلك جملة .
( والواجب) هو سماع القرآن في الفرائض فما أنفعه من إمام خاشع قانت لله طيب الصوت بالتجويد وأين يوجد ذلك ؟
( والمباح ) سماع الحداء الطيب وسماع الشعر التسجيع وسماع غناء الرجل لنفسه وغناء المرأة لزوجها والجارية لمالكها وسماع النسوة اللاتي لا يوصفن بملاحة ليلة العرس للنساء والعروس وفي العيد ونحو ذلك وسماع الرجل الذي يغني لأصحبه ينشد أبيتا ملحنة هو ورسيله لكن يصير مكرها إذا أكثروا من ذلك واتخذوه عادة .
( والمستحب ) له صور منها
جماعة يقرأ لها قارئ طيب الصوت بتلحين سائغ وهم يتلذذون بصوته وبكلام ربهم ويتدبرونه ويخشعون أو يبكون أو يقرأ لهم أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم مما ثبت عنه في الرقائق ونحوها والإكثار من ذلك حسن .
ومن صور المستحب رجل صالح له صوت مطرب ينشد أبياتا ملحنة موزونة الضرب في الخوف والزهد والحزن عن البطالة والبعد عن جناب الحق والسامعون أخيار أبرار متقون ينشطهم ذلك ويعقبهم إقبالا على التوبة والإنابة والعبادة وهذا مستحب بشرط ألا يفرط في ذلك وأن يعمل ذلك في الشهر أو الشهرين ساعة أو نحوها وأن يسلم من حضور مليح وأن يسلم من وجدٍ يغيب العقل وأن يسلم من شطح ودعوى وأن يسلم من اعتقاده عبادة لذاته إلى غير ذلك مما يخرجه من الاستحباب إلى المعصية أو الكراهة
وأما المكروه فبالإكثار من حضور السماع بالكف ، وأما حضوره بالدف وبالشابة فإنه متوقف في تحريمه بعد مع اعتقادي بأنها مكروهة .
وغالب السماع من الباطل لا من الحق في شئ ولكن الباطل منه مباح ومنه مكروه ومنه محرم فتدبر هذا ولا تبادر إلى تحريم ما وسع الله على عباده فيه وعفا عنهم .
ومن صور السماع التي يكون فيها عبادة ليلة العرس لمن يحتبسه في يوم العيد لمن يتخذ آسياً بنبيه صلى الله عليه وسلم .
وقد قال تعالى ( لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ) يعني عن صلاتكم وعبادتكم .
فمن ألهاه الغناء عن عبادة الله وعن الصلاة فهو من الخاسرين .
وقد خاطب سبحانه وتعالى المؤمنين بقوله ( وإذا رأوا تجارة أ لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما ) فما عنفهم عز وجل على التجارة المباحة واللهو الذي لم يحرمه علينا إلا إذا تركوا الجمعة والجماعة والصلاة المفروضة لذلك وسكت عما عدا ذلك فهو مما عفي عنه .
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم صاحب الملة الحنيفية السمحة يبتسم ويضحك وربما مزح وجارى زوجته وأركب ابني بنته الحسن والحسين على ظهره وقال : نعم الجمل جملكما . وركب الفرس عريانا ودخل يوم الفتح على ناقته وهو يرفع عقيرته بأبي وأمي ويحسن صوته بقراءة سورة الفتح ويرجع ويقول :اأاأ يا عامر أسمعنا من هنيهاتك ويتفرج على لعب الحبشة وزفتهم وإلى غير ذلك وأين القحالة والكلاحة والقطوبة من شمائله الكاملة وهو محب للنساء اللاتي هن من زينة الدنيا وللطيب والثياب النقية والجميلة والحلوى والعسل واللحم والصوت الطيب لاسيما بأصدق الكلام وأفصحه .
و كان صلى الله عليه وسلم يحب الطيبات ولا يكثر منها إذ الإكثار من المباحات يضيع الأوقات عن فعل القرب والطاعات فإنه كان عليه الصلاة والسلام مع وصفه بما ذكرنا صواما قواما بكّاء من عظمة الله أواها منيبا حليما وقورا إليه ، وقد انتهى الحلم والعلم والسخاء والنبالة والشجاعة له، وفيه جمعت المحاسن والأخلاق الحميدة المرضية بمجموع ما ذكرنا وبأمثاله صار أكمل الخلق كلهم صلى الله عليه وسلم آمين .
فصلوات الله وسلامه على هذا النبي الأمي الذي قد بهرت معجزاته الأبصار وحيرت العقول والأفهام صلاة دائمة بدوام الليل والنهار .
فهذا ما يسره الله تعالى من فضله وإحسانه .
تم بحمد الله وعونه .
جزى الله خيرا من أعان على نشر هذه الكلمات
بأي وسيلة كانت ورقية أو الكترونية أو شفهية وضاعف له الأجر وأعظم له المثوبة وجعلها في ميزان حسناته .
قولوا معي : آآآآآآآآآآآآآآآآآآمين