بســـــــــــــمـ الله الــــــــــــرحمن الــــــــــــــــــــــــرحيمـ
الســــــــــــــلام عليكــــــــــــــــــــم ورحــــمة الله وبــــــــركاته
مـــــــــــــــــــــع الســــــــــــــــــــــــــــــــــــــلف
مما تميز به السلف قوة الإيمان وصدق اليقين وخلو البواطن من الشكـ والريبة فأثمر ذلكـ أعمالاً خالدة وانتصارات بهيجه لازال عبيرها يبهجنا بين فينة و أخرى .
قال ابن الجوزي رحمه الله :"اعلمـ أن فضائل الصحابة على جميع فضائلـ الأنبياء ظاهرة وكان لسبقهم سببان:
الأولـ : خلوص البواطن من الشكـ بقوة اليقين.
الثاني: بذلـ النفوس للمجاهده والإجتهاد.
*فهذا عمير بن الحمام رضي الله عنه يسمع النبي صلى الله عليه وسلم في بدر وهو يقولـ:"قوموا إلى جنة عرضها السمــــوات والأرض ",فقال يا رسول الله جنة عرضها السموات والأرض ؟
قال عليه السلامـ :"نعم"!
فقال عمير : بخٍ بخٍ! وهي كلمة تستخدمـ لإستعظام الأمر وتفخيمه.
قال عليه السلامـ :"ما يحملكـ على قولكـ بخٍ بخٍ ؟"
فقال عمير:لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكونـ من أهلها !
فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام: فإنكـ من أهلها.
فأخرج عمير تمرات من قرنه فجعل يأكلـ منهن ثمـ قال : لئن أنا حييتُ حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياةٌ طويلة !! فرمى بما كان معه من التمر ثمـ قاتل الكفار حتى قتلـ رضي الله عنه.
وهذا رجل رثّ الهيئة يسمع أبا موسى الأشعري رضي الله عنه يحدث عن رسولـ الله صلى الله عليه وسلم أنه قالـ :"إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف "فقام إلى أبي موسى فقال له : يا أبا موسى! أأنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا؟قال: نعــمـ . فرجع إلى أصحابه فقال: أقرأ عليكم السلام , ثم كسر جفن سيفه , فألقاه , ثم مشى بسيفه إلى العدو فضرب به حتى قُتل .
وهذا أنس بن مالك رضي الله عنه يحكي عن عمه أنس ابن النضر فيقولـ:غاب عمي أنس ابن النضر رضي الله عنه عن قتال بدرٍ , فقال : يا رسول الله !غبت عن أولـ قتالـ ٍ قاتلت المشركين , لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع , فلما كان يومـ أحد انكشف المسلمون فقالـ:اللهم إني أعتذر إليكـ مما صنع هؤلاء _ يعني أصحابه _ و أبرأ إليكـ مما صنع هؤلاء _ يعني المشركين _ ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ فقال:يا سعد بن معاذ ! الجنة وربّ النضر , إني أجد ريحها من دون أُحد .قال سعد:فما استطعت يا رسول الله _والله _ ما صنع!
قال أنس : فوجدنا به بضعاً وثمانين ضربةً بالسيف , أو طعنةً برمح, أو رميةً بسهمـ , ووجدناه قد قتل ومثل به المشركون , فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه "أي بأطراف أصابعه رضي الله عنه" , فكنا نظن أن هذه الآيه نزلت فيه وفي أشباهه:"من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا" (الأحزاب : 23).
وفي قوله:"صدقوا ما عهدوا الله عليه" دلاله على صدق عزائم القوم!!
هذا وأصلي وأسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد عليه أفضل الصلاة والتسليمـ.